روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الشريعة الإسلامية سبقت كل النظم الحديثة في إقرار حقوق الإنسان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الشريعة الإسلامية سبقت كل النظم الحديثة في إقرار حقوق الإنسان


  الشريعة الإسلامية سبقت كل النظم الحديثة في إقرار حقوق الإنسان
     عدد مرات المشاهدة: 1614        عدد مرات الإرسال: 0

الإحتفال باليوم العالمي لإعلان ميثاق الأمم المتحدة:

يحتفل العالم في ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان‏،‏ ويدعي البعض أن تلك الحقوق إرتبطت بالإعلان العالمي الصادر في عامإ‏1948.

رغم أن الشريعة الإسلامية حملت لنا الكثير من المبادئ والنصوص القاطعة التي أقرت هذه الحقوق، كما أن وثيقة المدينة التي وضعها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، حملت أيضا نصوصا أقرت حرية العقيدة والتعايش السلمي وقبول الآخر وغير ذلك من الحقوق.

علماء الدين من جانبهم أكدوا أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في ديسمبر1948، كان رد فعل لثورات الشعوب وحركات التحرر ضد الظلم، لكن ما جاء به الإسلام يمثل منهجا واضحا ودقيقا للحفاظ علي النفس الإنسانية وحماية العقل والنسل والنفس والمال والعرض، والإسلام جعل هذه الأمور من مقاصد الشريعة وجزءا من عقيدة المسلم، وقد طبقها المسلمون في الدولة الإسلامية علي مر العصور.

¤ من ثوابت الشريعة:

يقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام جعل حقوق الإنسان من ثوابت الشريعة، وأحكم هذا الحقوق بشكل دقيق، حتي لا يجور عليها أحد أو ينتقص منها، والدليل علي ذلك أن حقوق الإنسان تعد من مقاصد الشريعة الإسلامية، وهذه الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في ديسمبر1948، جاء بها الإسلام وقررها بنصوص قاطعة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وأوجب الإسلام حماية حق الإنسان في الحياة، كما جاء في قول الله تعالي: {من أجل ذلك كتبنا علي بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} [المائدة:32]، وبهذا أوجب الإسلام علي البشرية أن تحمي حق الفرد بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه، كما أقر الإسلام حق الملكية، وجاء ذلك في قول الله تعالي: {للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن} [النساء:32]، موضحا أن الشريعة الإسلامية بجانب أنها سبقت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في هذا المجال، وكل ما جاء بهذا الإعلان حملته لنا الشريعة، إلا أن هناك أيضا مميزات تتمتع بها الشريعة في تقريرها لحقوق الإنسان، ذلك في كونها جعلت هذه الحقوق جزءا من عقيدة المسلم، وأن هذه الحقوق تقررت من المبدأ وليست كرد فعل علي ثورات الشعوب، كما كان في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد أقر المسلمون لغير المسلمين في الدولة الإسلامية بهذه الحقوق دون إنتقاص، ولذلك تقررت القاعدة المشهورة لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

¤ منهج شـــامل:

وفي سياق متصل يؤكد الدكتور رجب سيف قزامل عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر بطنطا، أن الإسلام يقدم منهجا واضحا يشمل حقوق الإنسان بشكل عام، ولا توجد أي مقارنة بين ما جاء به الإسلام في هذا المجال، وأي نصوص صادرة عن أي مؤسسات أو هيئات دولية، موضحا أن مقاصد الشريعة الإسلامية واضحة وجامعة في هذا المجال، وهناك نصوص قاطعة في الشريعة تأكيد هذا المنهج، فالحق سبحانه وتعالي كرم الإنسان كما جاء في قوله: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا} [الإسراء:70]، وقول الرسول الكريم في الحديث الشريف «الناس سواسية كأسنان المشط»، كما أن النبي الكريم عندما مرت عليه جنازة يهودي وقف لها فقال له البعض إنه يهودي فقال صلي الله عليه وسلم «أليست نفسا»، كما أقر الإسلام بحرية العقيدة، وذلك أيضا بنصوص قاطعة في قوله تعالي {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} [البقرة:256]، مشيرا إلي أن الإسلام أولي المسنين والمرضي والشيوخ والأطفال عناية كبيرة، وهناك الكثير من النصوص القاطعة التي تأمر الإنسان بالعطف علي الفقراء والمحتاجين ورعاية الوالدين ومساعدة كبار السن وأصحاب الحاجات.

تحقيق: نادر أبو الفتوح‏.

الكاتب: د.محمد الشحات.

المصدر: جريدة الأهرام اليومي.